بروتوكول خاص بالامتحانات الجامعية | COVID-19
قبل قليل: وجه وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، سعيد أمزازي، تعليمات إلى رؤساء الجامعات من أجل وضع بروتوكول خاص بإجراء الامتحانات.
كما دعا أمزازي رؤساء الجامعات إلى وضع بروتوكول يقوم على برنامج مؤسساتي وبيداغوجي وصحي يقوم على مجموعة من النقط، من بينها تقسيم الطلبة، خلال الامتحانات، إلى مجموعات، بحيث إذا كان مجموع الطلبة مثلا هو 8000 طالب، يتم استدعاء 1500 طالب على مدى 15 يوما أو أكثر، مع ضرورة اللجوء إلى تجهيز المدرجات والقاعات الكبرى من أجل ضمان وجود مسافة بين الطلبة، بالإضافة إلى وضع خيام في مرائب السيارات والملاعب واستغلالها في اجتياز الامتحانات.
وركز البروتوكول الذي دعا إليه أمزازي على ضرورة تعقيم جميع مرافق الكليات وتجهيزها بالمعقمات، وكذا بأجهزة قياس الحرارة، مع إلزام الطلبة بارتداء الكمامات.
وأصدر أمزازي مجموعة من التعليمات في الآونة الأخيرة تخص الامتحانات بشكل جعل الجميع يتساءل عن مصدر هذا اليقين الذي يتعامل به وزير التربية الوطنية، بعد أن قفز سابقا، في غفلة من المغاربة للمرحلة الرابعة من التعليم عن بعد، وطالب المسؤولين الجهويين والمركزين بالوزارة بالشروع في التحضير للامتحانات بجميع مستويات التعليم.
أمزازي، الذي أضيفت له مهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة، لم ينطق بكلمة واحدة موازاة مع هذه الخطوة الغريبة، ليشرح للمغاربة السيناريوهات التي أعدها لمرحلة ما بعد رفع حالة الطوارئ الصحية التي جرفتنا إلى غاية 20 ماي المقبل، وهو تاريخ تكون فيه التحضيرات للامتحانات قد وصلت مراحل جد متقدمة في الأحوال العادية.
هذا الغموض الذي صار عاملا مربكا للأسر ولملايين التلاميذ والطلبة، والعاملين بالقطاع، يغذيه الوزير أمزازي بتشبثه غير المفهوم بإجراء الامتحانات دون أي توضيحات لا عن مواعيدها المحتملة.
هذا الغموض يطال أيضا مصير العطلة الصيفية، التي يبدو أن الوزير ينوي أن يقضم جزءا منها، في سبيل إجراء امتحانات حولها إلى معركة شخصية، متجاهلا حقيقة أن التعليم عن بعد كان فاشلا إلى حد كبير، وأن نسبة مهمة من التلاميذ لم ينخرطوا فيه، أو انقطعوا عن ذلك لأسباب ذاتية وموضوعية كثيرة، وهو انقطاع طال أيضا عدد من الأساتذة الذين ضاق صدرهم من التصرفات الفصامية للوزارة.
الامتحانات استحقاق وطني بالغ الأهمية والحساسية، ويتطلب تحضيرات لوجستيكية موزعة على عدد من المصالح والأجهزة، كما أن إجرائها في هذا التوقيت الحرج والصعب، يستلزم وجوبا تمكين التلاميذ من حقهم في تكافؤ الفرص، عبر فترة فاصلة تخصص لدروس استدراك وتقوية داخل الفصول. حصص دعم يجب أن تتم بعيدا عن فقاعة التعليم عن بعد الذي يتعين بعد انجلاء هذه الأزمة فتح ملفاته القديمة والجديدة، حتى نعرف أين انتهت عشرات الملايير التي كانت مخصصة للتعليم الرقمي، والتي لن ينجح الحديث عن الامتحانات، أو حتى إجرائها، في التستر على من تورطوا في تبديدها طوال 14 سنة.
تعليقات